ملخص المقال
بائع السرور في يوم العيد مقال بقلم خالد روشه، يوضح فضل إدخال السرور على قلب مسلم.. فمن بائع السرور في يوم العيد؟ وما فضل إدخال السرور على المسلم؟
كل الناس بحاجة إلى يد حانية، تربت على أكتافهم في أوقات المصائب، وتقوّم انكسارهم في أوقات الآلام، وتبلل ريقهم بماء رقراق عند جفاف الحلوق..
ومن طالت به خبرته بالحياة، علم أن أعلى الناس فيها قدرًا هم الناصحون لغيرهم بالعلم النافع، والمفرجون كُرَب الناس بالبذل والعطاء، والميسرون على المعسرين بالتضحية والفداء، والباذلون جهدهم لإسعاد غيرهم..
وما أروع أن يلتقي ملهوف أو كسير أو يتيم بهؤلاء الكرام بائعي السرور في أيام العيد..!
وتذكر معي ذلك الصحابي الذي أسرع بكل قوته ليبشّر الثلاثة الذين خلّفوا بعفو الله عنهم وصدره يمتلئ حبًّا وفرحًا وسعادة وسرورًا، حتى إنه لم ينتظر حتى يصل إليهم، بل بدأ يناديهم من بعيد من على جبل سلع بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر. يقول كعب: فخررت ساجدًا، وعرفت أنه قد جاء فرج، فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عز وجل علينا.
إن ذلك الصحابي المنادي لهو من بائعي السرور والسعادة للناس، المسارعين في إسعاد غيرهم ولو على حساب إرهاق أنفسهم..
وانظر معي -أيها القارئ الكريم- وأنت في يوم عيد ونداء النبي صلى الله عليه وسلم يرفع قدر بائعي السرور، وذلك في الحديث الثابت الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرِّج عنه غمًّا، أو يقضي عنه دينًا، أو يطعمه من جوع» (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وحسنه الألباني في الصحيحة 1494).
وفي رواية للطبراني: «إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم: كسوت عورته، أو أشبعت جوعته، أو قضيت حاجته». وللطبراني أيضًا عن عائشة رضي الله عنها: «من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورًا، لم يرض الله له ثوابًا دون الجنة».
ويا له من ثمن كبير هائل يتقاضاه بائعو السرور لقاء سلعتهم الغالية التي يبيعونها للناس في يوم عيد، إن ثمنهم الذي يتقاضونه من جنس سلعتهم التي يبيعون، إنه إسعادهم في يوم الكرب العظيم، كما في الحديث الذي رواه أنس رضي الله عنه: «مَن لَقيَ أخاهُ المُسلِمَ بِما يُحِبّ لِيَسُرَّهُ بِذلك، سَرّهُ اللهُ عز وجل يومَ القيامة».
إن هناك عيدًا بطعم الألم قد يمر على كل مكلوم، والآلام يداويها السرور، فمن يبيع؟ وبأي ثمن؟
إن مجتمعاتنا تلك التي تعيش الآن في صراعات متشابكة على المصالح الخاصة لفي أمسّ الحاجة إلى فهم ذلك المعنى العظيم، الذي ينادينا أن سارعوا إلى إسعاد الناس في يوم عيدهم، وتفريج الكرب عنهم وتخفيف آلامهم وإطعام جائعهم، وقضاء الدين عن مدينهم، وإهداء السرور لحزينهم..
ويوم يتعلم الدعاة إلى الله معنى إدخال السرور على المسلم ويطبقون مقتضاه، سيضربون المثال الحي لمجتمع افتقدناه عبر سنين طويلة.
المصدر: موقع المسلم.
التعليقات
إرسال تعليقك